الفردوس» تدرب الرجال والنساء على تغسيل الأموات

«القطيف- حلا الخالدي
أطلقت جمعية الفردوس لإكرام الموتى بمحافظة القطيف، بالتعاون مع جمعية تاروت الخيرية، أمس، برنامجاً تدريبياً تخصصياً لتأهيل كوادر وطنية جديدة في مجال تغسيل الأموات وتفصيل الأكفان.
يقود البرنامج، الذي يمتد لثلاثة أيام من التدريب النظري المكثف، المدرب الخبير عبدالله العقيلي، مستنداً إلى خبرة ميدانية في هذا المجال الإنساني بدأت منذ شهر رجب لعام 1420 هـ .
وشهدت الورشة إقبالاً وحضوراً نوعياً من الرجال والنساء بلغ عددهم 16 متدربا، مما يعكس رغبة مجتمعية متنامية في تعلم أحكام هذه الشعيرة العظيمة والمشاركة في نيل ثوابها، متجاوزين حواجز الرهبة الطبيعية.
وركزت المنهجية التدريبية في المقام الأول على الجانب النفسي، حيث عمل المدرب على تهيئة المتدربين لكسر حاجز الخوف والرهبة من التعامل مع الموتى، معتبراً أن الخطوة الأولى تكمن في استشعار عظمة العبادة.
وأوضح العقيلي خلال الجلسات أن الهدف يتجاوز التعليم الفني إلى ترغيب المشاركين في نيل ثواب الله عز وجل، عبر تحويل مشاعر الخوف إلى طاقة إيمانية تدفعهم لخدمة المجتمع في لحظاته الأكثر حرجاً.
وتناول البرنامج شرحاً مفصلاً ودقيقاً لجملة من الأحكام الشرعية الفقهية المرتبطة بالتغسيل والتكفين، لضمان أداء الشعيرة وفق الضوابط الصحيحة التي تحفظ كرامة الميت.
وغطت المحاور التعليمية كافة الجوانب المتعلقة بواجبات المغسّل، والممارسات المستحبة التي يثاب فاعلها، بالإضافة إلى التنبيه على المكروهات التي يجب تجنبها أثناء عملية التجهيز.
وانتقل التدريب إلى الجانب الفني الدقيق، حيث تم استعراض طرق تفصيل الكفن الحديثة والتقليدية، وشرح كيفية إعداد لباس الميت بشكل وافٍ يجمع بين الستر الشرعي والإتقان المهني.
من جانبه، أكد حافظ الفرج، رئيس جمعية الفردوس لإكرام الموتى، أن هذه الشراكة الاستراتيجية مع «جمعية تاروت الخيرية» تأتي لتأسيس مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم، الهادف لتوحيد المعايير الشرعية والصحية في خدمة الوفيات بالمنطقة.
وشدد الفرج على أن الطموح لا يتوقف عند مجرد التدريب العابر، بل يمتد لصناعة «جيل رديف» من الكفاءات الشابة المدربة، لضمان استدامة هذه الخدمة الجليلة وسد أي عجز مستقبلي، بما يحفظ للموتى كرامتهم وحرمتهم وفق أعلى درجات الإتقان.



