مقالات

بين دوامة الحياة.. والبحث عن راحة البال..

 

بقلم : الكاتبة أحلام الزهراني

الكل اليوم يركض.. هذا يشتغل من الفجر للليل، وهذا يفكر كيف يسدد، والثاني ما يلقى وقت يجلس مع عياله. الحياة صارت أسرع مننا، وصار الواحد يحس إنه ما يلحق على شيء.
وسط هالزحمة نسمع كلمة “الراحة النفسية” والرضا والسعادة كثير.. بس قليل اللي يوقف ويسأل: وش يعني أصلاً؟
ببساطة، الراحة مو في كثرة الفلوس ولا في كثرة السفر.. الراحة في لحظة صدق مع نفسك، في قربك من الله،في كلمة حلوة تسمعها من غالي، في قهوة تصحصحك كل صباح وأنت مبتسم.
ناس كثير يخافون يفقدون كل شي، بس ما ينتبهون إنهم ممكن يفقدون أنفسهم وهم يركضون. ترى السعادة والرضا مو شيء بعيد، هي تفاصيل صغيرة حوالينا لو بس نلتفت لها.
يمكن اللي يقرأ هالكلام الحين يقول: “طيب والهموم والديون؟”
أكيد ما راح تختفي، بس طريقة نظرتنا لها هي اللي تفرق. إذا تعلمنا نقول “الحمد لله” في عزّ التعب، بنلقى قلبنا أهدى وروحنا أقوى.
أخصائيون يرون أن الحل لا يكمن فقط في السعي وراء الإنجازات، بل في تبني مفهوم “الرضا” كجزء من نمط الحياة. فبحسب دراسات حديثة، الأشخاص الأكثر رضا وتقبّلًا لما بين أيديهم يتمتعون بنسبة أقل من القلق والاكتئاب مقارنة بغيرهم.
تقول د. ريم الغامدي، أستاذة علم النفس الإيجابي: “الرضا ليس توقفًا عن الطموح، بل هو استراحة ذهنية تمنح الإنسان طاقة ليواصل حياته بأقل قدر من التوتر.”
ويرى مواطنون أن أبسط صور الرضا والسعادة تبدأ من ممارسات يومية، مثل شكر النعم الصغيرة أو قضاء وقت مع العائلة بعيدًا عن الأجهزة الذكية.
أم فهد (ربة منزل) تعلق قائلة: “كنت أركض دائمًا وراء الكمال في كل شيء، لكن مع الوقت اكتشفت أن الطمأنينة الحقيقية تبدأ عندما أقول الحمد لله على الموجود.
في نهاية المطاف.. تخيّل إنك جالس في آخر اليوم، بعد ما خلصت شغلك، وسكّرت جوالك، والتعب ظاهر في عيونك. فجأة يجيك ولدك يضحك من قلبه على شيء بسيط، أو أمك تناديك عشان تاكل لقمة معها، أو يمر في بالك موقف ضحّكك مع صديق قديم.
تكتشف وقتها إن الحياة مو كلّها مشاكل ولا سباق.. الحياة هي هاللحظات الصغيرة اللي تخلّي قلبك يلين وتقول: “الحمد لله.”
يمكن ما نقدر نتحكم في كل شي حولنا، لكن نقدر نختار كيف نشوفه.
وكل ما اخترنا نرضى ونهدأ، نلقى الطمأنينة تمشي معانا وتخفف عنا ثقل الأيام.
فكر دايمًا: وش النعمة اللي ما ودك تخسرها؟ تمسّك فيها، وقدّرها، وخليها سبب إنك تبتسم وتكمل.
وبكذا، ما عاد نعيش نركض وراء اللي ناقصنا.. نعيش نستمتع باللي بين أيدينا..
خلونا نعيش حاضرنا بامتنان، ونخلي المستقبل يجي بسلامه. ترى الحياة أبسط بكثير مما نتخيل…
@hlm_3536

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى